الكويت إلى أين؟ ما الحل؟ |
بقلم: د.أحمد الخطيب نعيش فترة مؤلمة من الضياع التام، بعد أن اختلطت علينا الأمور وصرنا لا نفرق بين بعض القضايا المطروحة، التي تحتمل اجتهادات مختلفة ومشروعة، والقضايا الاساسية التي لا خلاف حولها، وبعد أن أصبحت الأمور الثانوية مجالا للخلاف والصراع والتفرقة وتمزيق المجتمع. حتى المشاريع الاصلاحية، إذا أُقرت، فإن مصيرها سيكون الفشل، بسبب الفساد المستشري القادر على قتل مزاياها والاستيلاء عليها. حتى اننا أصبحنا نعتقد بأن محاسبة وزير وإقصاءه من منصبه هو الحل لمشاكلنا. صحيح أن عدم التساهل في المحاسبة مطلوب، لكن المحاسبة وحدها لن تكون حلا لما نعانيه من هذه المأساة التي نحن فيها. فقد تغير كثير من الوزراء، لا بل جربنا حكومات متعددة، وأجرينا انتخابات متكررة لمجلس الأمة، فهل كان في ذلك حلا لمعضلتنا؟! إن البلد يعاني صراعات مدمرة، طائفية وقبلية وعائلية، فيما بدأ المال السياسي يلعب دوراً مدمراً. كل هذا يحصل بسبب غياب الدولة الدستورية القانونية، دولة المساواة بين كل المواطنين، وبسبب عدم احترام الكفاءات. ان المواطن العادي أصبح يتيماً لا يقدر على الحصول على حقوقه المشروعة بالطرق القانونية، بعد ان شعر بأنه يعيش في دولة عاجزة او شبه فاشلة (Faild State)، ما دفع المواطن إلى اللجوء الى عائلته او قبيلته او طائفته، او إلى من جعله المال السياسي ذا نفوذ. انها مكونات بدائية مدمرة لنسيج المجتمع. وفي صراع كهذا، فإن القيادة ليست للعقلاء في هذه المكونات، بل لأكثرهم تطرفا وتشددا، وهذا هو الخطر المدمر للبلد. إن نذير الشؤم هذا أصبح يهدد مستقبل أطفالنا في المدارس، فالعنف الدموي الذي يمارسه أطفالنا لا بد ان يتسع، ما لم يعالج، ليحرق المجتمع كله، ونصبح لبنان آخر المعروف بحروبه الاهلية المدمرة. هذا الوضع الخطير سيكون مغريا لبعض الجيران لاستثماره في تحقيق طموحات او امتيازات طالما حلموا بها. ونرى ان بعض اطراف النظام قد استهوته هذه اللعبة لتحقيق مكاسب شخصية يعتقد أنها ممكنة، غير مدرك بأن هذا الخطر قد يهدد كيان الدولة، في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، المقبلة على تطورات مهمة، قد نكون ضحيتها. ان المأساة الحقيقية أن تتحول هذه النزاعات الى ثقافة عامة للمجتمع، في ظل هذه العقلية الجامدة في علاج مشاكلنا. لقد فشلت الحكومة في تقوية مفهوم الوطن والولاء له، وسمحت لبعض الاطراف بالاستيلاء على التعليم، واستبدلت الولاء للوطن بولاءات أخرى متعارضة مع وجود هذا الكيان. وحاربت ثقافة المحبة والتسامح، ونشرت ثقافة نفي الآخرين، وحاربتهم. واحتقرت الانسان وكرامته وحريته، وحقه في تطوير مهاراته.. إن هذه الثقافة تدمر المجتمعات كما نرى حولنا. أمام كل هذا نقول ما العمل؟ هل وصلنا الى طريق مسدود؟ لقد خرّب تجربتنا الديمقراطية بعض من هم في السلطة، غير المؤمنين بها، تخريباً منظماً منذ أكثر من ثلاثة عقود. حتى أوهموا البعض بأن كل مشاكلنا هي بسبب الدستور والديمقراطية ومجلس الأمة، ودفعوا البعض الى العزوف عن المشاركة في الانتخابات، لا بل يدعون إلى التخلص من مجلس الامة، والتخلص حتى من الدستور، متناسين أن كل الكوارث التي حلت بنا وقعت في الفترات التي كان فيها مجلس الامة مغيباً. على ابناء الكويت جميعاً، المحبين للكويت والمؤمنين بالديمقراطية والمساواة والحرية، وكرامة المواطن، ان يعملوا على محاربة هذه الثقافة المفرقة للمجتمع والمدمرة للكويت، فهذا صراع ليس فيه طرف منتصر، بل ان الخسارة ستقع على الجميع، وعليهم أن ينشروا ثقافة المحبة والتسامح والاختلاف الحضاري، والابتعاد عن اتهامات لا فائدة منها. هذه هي مهمة الخيرين الطيبين المحبين لهذا الوطن. |
9 comments:
صح لسانك
كلام جميل ولكن ؟؟
من ينفذ من يقدر
تشخيص عين العقل
ولكن نحتاج الي حلول
اما النقصة فوصلت
وجاري التفكير بكيفية التعامل معها
:)
"لقد فشلت الحكومة في تقوية مفهوم الوطن والولاء له، وسمحت لبعض الاطراف بالاستيلاء على التعليم، واستبدلت الولاء للوطن بولاءات أخرى متعارضة مع وجود هذا الكيان. وحاربت ثقافة المحبة والتسامح، ونشرت ثقافة نفي الآخرين، وحاربتهم. واحتقرت الانسان وكرامته وحريته، وحقه في تطوير مهاراته.. إن هذه الثقافة تدمر المجتمعات كما نرى حولنا."
كلام كبير، أجمل ما فيه أنه مختصر مفيد، كعادة الحكماء. ولكن، كثيرون يعرفون أسباب المرض والعلاج الناجع له ولكنه (العلاج) بيد من يملك القرار، فقـــــط لا غير. شكرا لك.
أهو ........... كلام
وكلام الليل يمحوه النهار
مشكلة هالبلد ان الشعب يبي القوانين
تطبق والحكومة نايمه على القانون
وضاربه الدستور بالطوفه
أعيد كتابة تعليقي عند جبريت هنا
على راسي أحمد الخطيب
وكلامه عين العقل
لكن كما قال فريج سعود
ينقصه توافر الحلول
وهنا يكمن دورنا نحن لا دور العم أحمد ولا غيره
فقد أدى واجبه هو تجاه الوطن
والحلول وتطبيقها بالتالي يقع على عاتقنا نحن
وانا على أتم الثقة بأننا قادرون على التغيير
الذي يتطلب وجود العقل فقط ... وهو موجود
ناهيك عن جميع الوسائل المتاحة لجيلنا الحالي
من إعلام وقوانين ودستور يضمن الحرية
بإمكاننا أن نقوم بما يتمناه الدكتور أحمد
وغيره ممن يستبشر بنا خيرا
للتبادل الاعلاني / مدونة معمل / " مختصة بتصنيع المنتجات الكيميائية و الاكترونية و غيرها "
http://ma3ml.blogspot.com/
انمومنس فارمر
انت اهبل؟
احمد الخطيب صار عم؟
مشكلة بزران هاليومين
عبالهم اذا قالوا لقب عم حق الى يسوى والى مايسوى يصيرون كوول ومنهم ومن عيال بطنها
ياثور اللفظ ينقال لفئة معينه ولناس لهم تاريخ معين وينتمون لفئة اجتماعية معينه
Post a Comment